آخر الأخبار

المغرب يتوقع موسما سياحيا قياسيا في صيف 2025

تتوقع وزارة السياحة المغربية أن يحقق صيف 2025 أرقاما قياسية جديدة، مدفوعة بارتفاع الحجوزات المسبقة وتحسن الربط الجوي.

جاء ذلك في تصريحات لوزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور لوكالة المغرب العربي للأنباء، حيث أكدت أن “جميع المؤشرات تنبئ بنمو جديد مقارنة بالسنة الماضية”.

حقق المغرب في 2024 رقما قياسيا باستقطاب 17.4 مليون سائح، بزيادة 20% مقارنة بعام 2023، وبلغت عائدات السياحة 112 مليار درهم، ما يعادل نموا بنسبة 7% عن العام السابق. بهذه الأرقام، تصدر المغرب قائمة الوجهات السياحية في أفريقيا، متجاوزا مصر (15.7 مليون سائح) وجنوب أفريقيا (11.7 مليون).

بداية قوية للعام الجديد وتراجع الموسمية

سجل المغرب في الأشهر الأربعة الأولى من 2025 زيادة بمليون سائح إضافي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وقالت الوزيرة إن “هذا الأداء يظهر أن الطابع الموسمي للسياحة يتلاشى تدريجيا لفائدة دينامية منتظمة على مدار السنة”.

وأوضحت أن تنوع العرض السياحي، من ثقافة وصحراء وطبيعة وشواطئ، يلبي مختلف الرغبات مهما كان الفصل. وتستقطب السياحة الثقافية وحدها 50% من الزوار، بينما حققت السياحة الداخلية نموا ملحوظا، حيث ارتفع عدد ليالي المبيت من 4 ملايين في 2010 إلى 8.5 مليون في 2024، أي ثلث النشاط السياحي الإجمالي.

واعتبرت الوزيرة أن هذا النمو “يعكس تغيرا عميقا في عادات المغاربة، حيث أصبح السفر يعد متعة حقيقية وليس مجرد ضرورة”.

استثمارات ومشاريع لتعزيز العرض السياحي

شهد الربط الجوي نموا سنويا بنسبة 20% في عدد الرحلات، ووقع المكتب الوطني للسياحة شراكات مع شركة رايان إير التي افتتحت قاعدتها الرابعة في طنجة، مقترحة 25 خطا جويا منها 13 خطا جديدا باتجاه وجهات أوروبية ومغربية. كما تم إطلاق 11 خطا جويا داخليا جديدا في 2024 لتشجيع المغاربة على السياحة الداخلية بأسعار معقولة.

وعلى صعيد المشاريع، أطلقت الحكومة “بنك المشاريع السياحية”، منصة رقمية تضم أكثر من 200 مشروع نموذجي لتحفيز الاستثمار، خاصة بين الشباب. ويغطي البنك 14 سلسلة موضوعاتية وأفقية لخارطة الطريق السياحية، مع التركيز على الابتكار والاستدامة.

كما بدأ تنفيذ مشروع تطوير 16 قرية سياحية بميزانية 188 مليون درهم ضمن الخطة الاستراتيجية 2023-2026، حيث ستستفيد هذه القرى من مشاريع لإعادة تأهيل المنشآت الحالية وبناء بنية تحتية سياحية جديدة.

تحديات وحلول لضمان الاستدامة

أشارت الوزيرة إلى التفاوت بين العرض والطلب الذي يؤدي لارتفاع الأسعار صيفا، مؤكدة أن الوزارة تراهن على تنويع أنماط الإيواء، منها تشجيع الإقامة لدى السكان المحليين والمبيت في الخيام وأشكال الإيواء البديل.

واتخذت الوزارة إجراءات معززة للموسم الصيفي عبر المندوبيات الجهوية والإقليمية التي تعمل بتنسيق وثيق مع مهنيي القطاع والسلطات المحلية، مع التركيز على جودة الخدمات وشفافية الأسعار. وقالت الوزيرة إن “هذه التعبئة من أجل جودة الاستقبال لا تقتصر على الموسم الصيفي، بل تعد التزاما دائما”.

على الصعيد الترويجي، أطلق المكتب الوطني المغربي للسياحة حملة “نتلاقاو فبلادنا” لتعزيز السياحة الداخلية والترويج للمؤهلات المحلية. كما وقع شراكات مع المكتب الوطني للسكك الحديدية لتسهيل التنقل خلال فصل الصيف.

آفاق 2030 ودور الأحداث الرياضية

يستضيف المغرب كأس أمم أفريقيا من 21 ديسمبر 2025 إلى 18 يناير 2026، وهو حدث متوقع أن يعزز التدفق السياحي خلال فصل الشتاء. ويسعى المغرب لاستقطاب 26 مليون سائح بحلول 2030، تزامنا مع استضافة كأس العالم بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.

تمثل السياحة حاليا 7% من الناتج المحلي الإجمالي وتوفر أكثر من 830 ألف وظيفة مباشرة، مما يجعلها قطاعا حيويا في الاقتصاد المغربي وثاني مصدر للنقد الأجنبي بعد تحويلات المغتربين.

اقرأ أيضا:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى