بلغت عائدات السياحة المغربية 34.44 مليار درهم بنهاية شهر أبريل 2025، محققة نموا بنسبة 7.5% مقارنة بـ 32.04 مليار درهم المسجلة خلال الفترة ذاتها من عام 2024، وفقا لبيانات أولية منسوبة إلى مكتب الصرف المغربي.
وتمثل هذه الزيادة مكسبا إضافيا قدره 2.4 مليار درهم، مما يعكس استمرار الدينامية الإيجابية للقطاع السياحي المغربي خلال الأشهر الأولى من العام الجاري. وتأتي هذه النتائج في إطار الأداء الاستثنائي الذي حققه القطاع في عام 2024، حين سجلت عائدات السياحة رقما قياسيا بلغ 112.48 مليار درهم.
ميزان الأسفار يحقق فائضا متناميا
في المقابل، ارتفعت نفقات المغاربة على السفر إلى الخارج بنسبة 3.5% لتصل إلى 9.2 مليار درهم بنهاية أبريل 2025، مقابل 8.88 مليار درهم في الفترة ذاتها من عام 2024، أي بزيادة قدرها 313 مليون درهم.
ورغم ارتفاع نفقات السفر للمغاربة، واصل رصيد ميزان الأسفار تسجيل فائض متنام، حيث استقر عند 25.25 مليار درهم بنهاية أبريل 2025، مقابل 23.16 مليار درهم قبل عام واحد. ويظهر هذا مكسبا صافيا قدره 2.09 مليار درهم، أي بتحسن ملحوظ بلغت نسبته 9% على أساس سنوي.
هذه الأرقام تؤكد قوة القطاع السياحي المغربي كأحد أهم مصادر العملة الصعبة للبلاد، خاصة في ظل السياق الاقتصادي الحالي الذي يشهد تفاقم العجز التجاري الذي وصل إلى 108.94 مليار درهم مع نهاية أبريل 2025.
سياق الأداء الاستثنائي لعام 2024
تأتي هذه النتائج الإيجابية في إطار الزخم القوي الذي يشهده القطاع السياحي المغربي منذ عام 2024، حين حقق المغرب رقما قياسيا بوصول 17.4 مليون زائر، بنمو 20% مقارنة بالعام السابق. وقد مكن هذا الإنجاز المملكة من تحقيق أهداف خارطة الطريق السياحية المحددة لعام 2026 قبل موعدها بعامين.
ووفق البيانات الرسمية، فإن المغرب تفوق على المتوسط العالمي في نمو القطاع السياحي، حيث سجل نموا بنسبة 19% مقارنة بمتوسط عالمي بلغ 12%. كما ساهمت السياحة الداخلية بشكل كبير في هذا الأداء، حيث سجلت 30 مليون ليلة مبيت في جميع أنواع أماكن الإقامة.
توقعات إيجابية لبقية العام
تشير التوقعات إلى أن المغرب يتجه نحو تحقيق رقم قياسي جديد في إيرادات القطاع السياحي لعام 2025، بناء على الأداء القوي المسجل خلال الأشهر الأربعة الأولى. وكان بنك المغرب قد توقع في وقت سابق وصول عائدات السياحة إلى حوالي 114 مليار درهم بنهاية عام 2024، بزيادة سنوية تقدر بـ 9%.
ويدعم هذه التوقعات الإيجابية عدة عوامل، منها تعزيز الطاقة الاستيعابية للمطارات المغربية، وتطوير شبكة الربط الجوي مع أسواق جديدة، بالإضافة إلى استمرار تنفيذ خارطة الطريق السياحية 2023-2026 التي تهدف إلى الوصول إلى 26 مليون سائح بحلول نهاية العقد الجاري.
كما تستفيد السياحة المغربية من التحضيرات الجارية لاستضافة كأس الأمم الأفريقية 2025، والتي تمثل فرصة مهمة لترويج المغرب كوجهة سياحية متميزة، بالإضافة إلى الاستعدادات طويلة المدى لاستضافة كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
اقرأ أيضا:
