سعر تأشيرة أمريكا يرتفع بعد دخول رسوم تأشيرة النزاهة حيز التنفيذ اعتبارا من 1 أكتوبر 2025
في خطوة مثيرة للجدل، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية يوم الأربعاء 1 أكتوبر 2025 تطبيق رسوم جديدة على جميع طالبي التأشيرات غير المهاجرة، فيما يعرف بـ رسوم تأشيرة النزاهة. هذا الإجراء الذي يتوقع الكثير من المراقبين أن يؤثر بشكل كبير على حركة السياحة الدولية والسفر إلى الأراضي الأمريكية.
ما المقصود بـ “رسوم تأشيرة النزاهة”؟
“رسوم تأشيرة النزاهة ” (Visa Integrity Fee) هي رسوم إلزامية تُضاف إلى تكاليف الحصول على تأشيرة أمريكا للزيارات غير الدائمة، تبلغ قيمتها 250 دولارا أمريكيا وقد تم إقرارها بموجب قانون “One Big Beautiful Bill” الذي وقّعه الرئيس في يوليو 2025.
تشمل الرسوم الجديدة جميع فئات التأشيرات غير المهاجرة، بما في ذلك:
- تأشيرات السياحة والأعمال (B-1/B-2)
- تأشيرات الطلاب (F/M)
- تأشيرات العمل (H-1B)
- تأشيرات التبادل الثقافي (J)
على من تنطبق رسوم تأشيرة النزاهة؟
تنطبق الرسوم على مواطني الدول التي لا تستفيد من برنامج الإعفاء من التأشيرة الأمريكية (Visa Waiver Program)، وتشمل جميع الدول العربية دون استثناء، بما في ذلك المغرب، مصر، السعودية، الإمارات، الجزائر، تونس، الأردن، لبنان، العراق، والدول العربية الأخرى، بالإضافة إلى دول مثل الهند والصين والبرازيل والأرجنتين.
إمكانية استرداد الرسوم
تتيح اللوائح الجديدة إمكانية استرداد رسوم التأشيرة في ظروف محددة، منها:
- مغادرة الولايات المتحدة خلال خمسة أيام من انتهاء صلاحية التأشيرة
- عدم طلب تمديد الإقامة أو تغيير الوضع القانوني
لكن بالنسبة لحاملي التأشيرات طويلة الأجل مثل الطلاب والمهنيين، قد تكون عملية الاسترداد معقدة وتستغرق فترات زمنية طويلة.
الأثر الاقتصادي المتوقع على قطاع السياحة الأمريكي
يتوقع خبراء الاقتصاد أن تؤدي رسوم التأشيرة الجديدة إلى تراجع كبير في أعداد السياح الدوليين القادمين إلى الولايات المتحدة. وفقا لمكتب الميزانية بالكونغرس، قد تُدر الرسوم حوالي 2.7 مليار دولار سنويا للخزينة الأمريكية.
ومع ذلك، تشير تقديرات مؤسسة Tourism Economics إلى أن الرسوم قد تثني نحو 5.4% من الزوار، أي ما يقرب من مليون رحلة سفر سنويا. هذا التراجع قد يؤدي إلى خسارة تُقدر بـ 29 مليار دولار من الإنفاق السياحي، مما سينعكس سلبا على الوظائف والإيرادات الضريبية في قطاع السياحة الأمريكي.
تداعيات القرار على السفر الدولي
يمثل تطبيق رسوم نزاهة التأشيرات تحولا جوهريا في سياسة التأشيرات الأمريكية. وبينما تهدف الحكومة الأمريكية من خلال هذه الرسوم إلى تعزيز إجراءات الفحص الأمني وتحسين معالجة طلبات التأشيرات، إلا أن المخاوف تتزايد حول تأثيرها السلبي على حركة السفر العالمي إلى الولايات المتحدة.
ينصح الخبراء المسافرين المحتملين، خاصة من الدول الأكثر تأثرا مثل الهند والبرازيل، بأخذ هذه الرسوم الإضافية في الاعتبار عند التخطيط للسفر إلى أمريكا وتقييم جدوى رحلاتهم في ضوء الزيادة الكبيرة في تكاليف الحصول على التأشيرة الأمريكية.
ردود فعل دولية متباينة على القرار الأمريكي
أثار قرار فرض رسوم التأشيرة الإضافية ردود فعل متباينة على المستوى الدولي. عبّرت العديد من الدول المتأثرة، وخاصة الهند والبرازيل، عن قلقها من التداعيات السلبية على مواطنيها الراغبين في السفر إلى الولايات المتحدة.
تشير التقارير إلى أن هذا القرار جاء في وقت تشهد فيه حركة السياحة الدولية إلى أمريكا تراجعا ملحوظا بالفعل، مما يزيد من المخاوف حول قدرة القطاع السياحي الأمريكي على المنافسة مع الوجهات السياحية الأخرى التي تقدم تسهيلات أكبر للمسافرين.
تأثير الرسوم على فئات محددة من المتقدمين
الطلاب الدوليون
يُعتبر الطلاب الدوليون من أكثر الفئات تأثرا بالرسوم الجديدة، حيث تضاف تكلفة 250 دولارا إلى التكاليف الدراسية والمعيشية المرتفعة أصلا. قد يؤدي ذلك إلى إعادة النظر في اختيار الجامعات الأمريكية كوجهة دراسية، لصالح بدائل أخرى في كندا وأوروبا وأستراليا.
إسبانيا تطلق مبادرة عاجلة لاستقبال الطلاب المتضررين من قيود ترامب
العاملون المهنيون
بالنسبة لحاملي تأشيرات العمل H-1B، تمثل الرسوم الجديدة عبئا إضافيا على الشركات الأمريكية التي تستقطب المواهب الدولية، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والرعاية الصحية والهندسة. قد يدفع هذا بعض الشركات إلى البحث عن بدائل أخرى لتوظيف الكفاءات من خارج الولايات المتحدة.
العمل في بربادوس 2025: دليلك الشامل للهجرة والإقامة في جنة الكاريبي
السياح ورجال الأعمال
من المتوقع أن يكون السياح وأصحاب الأعمال الراغبون في زيارة الولايات المتحدة لفترات قصيرة من بين الأكثر ترددا في دفع الرسوم، خاصة مع توفر وجهات سياحية بديلة بتكاليف أقل وإجراءات أبسط.
مقارنة مع رسوم التأشيرات في دول أخرى
عند مقارنة تكلفة التأشيرة الأمريكية الجديدة مع دول أخرى، نجد أن:
- الاتحاد الأوروبي: تبلغ رسوم تأشيرة شنغن حوالي 90 دولارا
- المملكة المتحدة: تتراوح رسوم التأشيرات السياحية بين 100-150 دولارا
- كندا: تبلغ رسوم التأشيرة السياحية حوالي 100 دولار كندي
- أستراليا: تتراوح رسوم التأشيرات السياحية بين 150-200 دولار أسترالي
هذا يجعل التأشيرة الأمريكية بعد إضافة الرسوم الجديدة من بين الأعلى تكلفة على مستوى العالم.
ختاما فإن السؤال المطروح هو: هل ستؤدي رسوم تأشيرة النزاهة الأمريكية إلى تحقيق الأهداف المعلنة من تعزيز الأمن وتحسين معالجة الطلبات، أم أنها ستؤدي إلى نتائج عكسية بإضعاف التنافسية الأمريكية في جذب السياح والطلاب والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم؟
تشير التوقعات الأولية إلى أن الأشهر القادمة ستكون حاسمة في تقييم تأثير هذه السياسة على حركة السفر الدولي إلى الولايات المتحدة، وقد تضطر الإدارة الأمريكية إلى إعادة النظر في القرار إذا تبيّن أن الخسائر الاقتصادية تفوق الإيرادات المحققة من الرسوم.
اقرأ أيضا:
