
المكتب الوطني المغربي للسياحة: محرك أساسي للاستراتيجية السياحية المغربية
يثبت المغرب يوما بعد يوم مكانته كوجهة سياحية رائدة على المستوى العالمي، حيث تتضافر الجهود الرسمية والمبادرات الخاصة لتقديم تجربة سياحية متكاملة تجمع بين أصالة التراث وروعة الطبيعة وكرم الضيافة.
في قلب هذه الديناميكية، يبرز المكتب الوطني المغربي للسياحة (ONMT) كمحرك أساسي للاستراتيجية السياحية الوطنية، حيث يعمل على الترويج للمملكة في مختلف أسواق العالم، مستثمراً في الموروث الثقافي الغني والتنوع الطبيعي الاستثنائي الذي تزخر به البلاد.
قائمة المحتويات
تتويج دولي يعزز مكانة المغرب السياحية
في إنجاز دولي لافت، تم اختيار المغرب مؤخرا كـ “أفضل وجهة سياحية شريكة لسنة 2025” من قبل مجموعة ويلكم ترافل الإيطالية (Welcome Travel Group – WTG)، العملاق في قطاع التوزيع السياحي بإيطاليا. جرى تسليم هذا التتويج المرموق خلال المؤتمر السنوي للمجموعة الذي استضافته الدار البيضاء يومي 5 و6 أبريل، بحضور حوالي 1500 من كبار الفاعلين في القطاع السياحي الإيطالي.
هذا التكريم ليس مجرد جائزة عابرة، بل يعكس المرحلة الجديدة التي دخلتها السياحة المغربية في السوق الإيطالية ويتوج الجهود المتواصلة للمكتب الوطني المغربي للسياحة. كما يمثل منعطفا استراتيجيا في العلاقات مع شبكات التوزيع الإيطالية الرئيسية.
جدير بالذكر أن مجموعة ويلكم ترافل تعتبر الرائدة الإيطالية في التوزيع السياحي، بشبكة ضخمة تضم 2492 وكالة منتشرة في جميع أنحاء إيطاليا. المجموعة مملوكة لعملاقين في القطاع هما ألبيتور وورلد وكوستا كروز، وتستحوذ على 44% من سوق وكالات السفر الإيطالي.
المكتب الوطني المغربي للسياحة (ONMT): شبكة مكاتب تمتد عبر القارات
يتميز المكتب الوطني المغربي للسياحة بحضور عالمي واسع من خلال شبكة من المكاتب التمثيلية المنتشرة في أربع قارات. هذا التواجد الدولي يعكس الرؤية الاستراتيجية للمكتب وسعيه الدؤوب للترويج للمغرب كوجهة سياحية عالمية.
في أوروبا، التي تمثل المصدر الرئيسي للسياح القادمين إلى المغرب، تتواجد مكاتب في مدن رئيسية مثل مدريد وباريس وميلانو ولندن ودوسلدورف وبروكسل، تعمل على تسويق المقومات السياحية المغربية وربط العلاقات مع المهنيين المحليين.
أما في آسيا، فقد وضع المكتب استراتيجية طموحة للاستفادة من النمو المتسارع لأسواق السياحة الصاعدة. تعمل مكاتب أبو ظبي وبكين وطوكيو وسيول، إضافة إلى التواجد في الهند، على تقريب المغرب من الجمهور الآسيوي المتزايد اهتمامه بالمملكة.
عبر المحيط الأطلسي، يستهدف المكتب من خلال تواجده في نيويورك ومونتريال السوقين الأمريكي والكندي الواعدين، مسوقاً للمغرب كوجهة آمنة تجمع بين عبق التاريخ وروح الحداثة.
في القارة الأفريقية، إضافة للمقر الرئيسي بالرباط، أسس المكتب الوطني المغربي للسياحة حضورا مهما في داكار بالسنغال، مما يعكس رؤية المغرب الإفريقية واهتمامه بتعزيز التبادلات السياحية مع الدول الإفريقية.
تنوع المنتوج السياحي: نقطة قوة المغرب
يعمل المكتب الوطني المغربي للسياحة على إبراز التنوع الاستثنائي للمنتوج السياحي المغربي، الذي يجعل من المملكة وجهة فريدة تلبي مختلف أذواق وتطلعات السياح من شتى أنحاء العالم.
من المدن العتيقة التي تنبض بالحياة في فاس ومراكش، إلى الشواطئ الرملية الذهبية في أكادير والصويرة، ومن جبال الأطلس المهيبة إلى واحات الجنوب الساحرة، يقدم المغرب تجارب سياحية متنوعة ومتكاملة.
يبرز المكتب أيضا تنوع المناخ المغربي، حيث تتلاقى تأثيرات البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي مع تضاريس جبال الريف والأطلس، مما يتيح للسياح تجارب مختلفة على مدار السنة.
استراتيجية “Light In Action”: رؤية مستقبلية
تبنى المكتب الوطني المغربي للسياحة استراتيجية مبتكرة تحت اسم “Light In Action”، وهي رؤية شاملة للعمل تركز على الإجراءات المستهدفة والشراكات الاستراتيجية والتوسع في الأسواق ذات الأولوية.
من خلال هذه الرؤية، يسعى المكتب إلى:
- تعزيز حضور المغرب في الأسواق التقليدية وفتح أسواق جديدة واعدة
- بناء شراكات استراتيجية مع كبرى شركات السياحة العالمية وشبكات التوزيع
- الاستثمار في التسويق الرقمي والترويج المستهدف للوجهات السياحية المغربية
- تطوير منتجات سياحية تنافسية تستجيب لمتطلبات السوق العالمية
ما الذي يقدمه المكتب الوطني المغربي للسياحة للراغبين في زيارة المغرب؟
إذا كنت تخطط لزيارة المغرب، يمكنك الاستفادة من الخدمات المعلوماتية التي يقدمها المكتب الوطني المغربي للسياحة، عبر موقع visitmorocco.com والتي تشمل:
- معلومات حول الإجراءات والمتطلبات القانونية (التأشيرات وجوازات السفر)
- معلومات حول المناخ والفصول المناسبة للزيارة
- معلومات عن العادات والتقاليد المغربية
- تكلفة المعيشة والعملة المستخدمة
- وسائل النقل المتاحة
- أرقام هواتف وعناوين مهمة
ختاما، يستمر المغرب في ترسيخ مكانته كوجهة سياحية عالمية رائدة، مستفيدا من مقوماته الطبيعية والثقافية الغنية ومن الجهود المتواصلة للمكتب الوطني المغربي للسياحة الذي يمثل الجسر الرابط بين المملكة والعالم.
التتويج الأخير كـ “أفضل وجهة سياحية شريكة لسنة 2025” يؤكد نجاح هذه الجهود ويعزز مكانة المغرب على الخريطة السياحية الدولية، فاتحا آفاقا واعدة لمستقبل القطاع السياحي المغربي.
اقرأ أيضا: