
إسبانيا تطلق مبادرة عاجلة لاستقبال الطلاب المتضررين من قيود ترامب
في خطوة استراتيجية واعدة، أقرت الحكومة الإسبانية يوم الثلاثاء 24 يونيو مبادرة طموحة تهدف إلى استقطاب الطلاب الدوليين الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة عقبات غير متوقعة بسبب التشديدات الجديدة على منح التأشيرات في الولايات المتحدة الأمريكية.
تتضمن هذه المبادرة الحكومية، التي شارك في إعدادها خمسة وزارات على الأقل، آلية مبتكرة تسمح للطلاب الدوليين بالوصول بسهولة إلى الجامعات الإسبانية، بغض النظر عن المرحلة التعليمية التي يمرون بها – سواء كانوا خريجي المدارس الثانوية الساعين لدخول الجامعة، أو طلاب البكالوريوس الحاليين، أو الخريجين الراغبين في متابعة دراساتهم العليا.
إجراءات مبسطة للاعتراف الأكاديمي
من أبرز ما تقدمه هذه المبادرة هو إصدار قرارات مؤقتة للاعتراف بالشهادات الأجنبية، مما يتيح للطلاب التسجيل في الجامعات الإسبانية دون انتظار الانتهاء من إجراءات المعادلة الطويلة والمعقدة التي طالما شكلت عائقا أمام الطلاب الدوليين.
تشمل الخطة أيضا:
- تفعيل حصص خاصة للطلاب الأجانب
- وضع اختبارات مخصصة للوصول إلى التخصصات عالية المنافسة
- تسهيل نقل الملفات الأكاديمية ومعادلة المواد المدروسة
تسريع اجراءات الحصول على تأشيرة الدراسة
في إطار هذه المبادرة، ستقوم القنصليات الإسبانية في الولايات المتحدة بتسريع إجراءات منح التأشيرات، بينما ستتولى المكاتب الحكومية الإقليمية تسريع منح التصاريح المطلوبة، وستقوم أقسام الشرطة بتسريع إصدار بطاقات الهوية للأجانب المخصصة للطلاب والأكاديميين والباحثين.
استراتيجية طويلة المدى لجذب المواهب
تسعى إسبانيا من خلال هذه المبادرة إلى الاستفادة من المناخ المضطرب الذي خلقته إدارة ترامب لترسيخ مكانتها كوجهة مفضلة للطلاب الدوليين. وفقا لتقرير معهد التجارة الخارجية الإسباني، سجل في العام الأكاديمي 2022-2023 حوالي 602,663 طالبا أجنبيا في برامج التعليم العالي الجامعي.
وفي هذا السياق، أكدت وزيرة الهجرة الإسبانية إلما سايز: “تريد إسبانيا أن تكون بلدا ينتج المعرفة، خاصة عندما يغلق آخرون أبوابهم؛ نريد أن نقدم لهؤلاء الشباب فرصة مواصلة تكوينهم في بلادنا، مساهمين بمواهبهم؛ لا يمكن أن يكون مستقبلهم رهين قرارات خارجة عن جهدهم واستحقاقهم.”
خلفية القرار والسياق الدولي
جاءت هذه المبادرة الإسبانية كرد فعل على تجميد إدارة ترامب لمنح التأشيرات للطلاب الدوليين لمدة شهر تقريبا، حيث فرضت شروطا جديدة تتضمن مراجعة حسابات وسائل التواصل الاجتماعي للمتقدمين للحصول على تأشيرات.
كما أصدر ترامب مؤخرا أمرا تنفيذيا يمنع الأجانب من دخول الولايات المتحدة للدراسة في جامعة هارفارد، رغم أن قاضيا أوقف تنفيذه مؤقتا.
في مارس الماضي، تحرك المجتمع العلمي الأوروبي للتوقيع على احتجاج ضد العقبات البحثية التي فرضتها إدارة ترامب. وأرسل وزراء العلوم من 10 دول أوروبية رسالة إلى مفوض البحث والابتكار في الاتحاد الأوروبي، طالبوا فيها بتخصيص الأموال والجهود لجذب العلماء الراغبين في مغادرة الولايات المتحدة بسبب هذه العقبات.
المصدر: رويترز
اقرأ أيضا: